هل لك أن تحدثينا عن أكثر الأمراض التي يمكن أن يتعرض لها الأطفال تحت سن الخامسة ؟
أعلنت منظمة الصحة العالمية أن ستة أمراض، يمكن الوقاية منها في الغالب، مسئولة عن 73% من وفيات الأطفال في العالم كل عام، ويسبب الالتهاب الرئوي 19% من حالات وفيات الأطفال الذين تقل أعمارهم عن الخامسة يليه الاسهال ثم الولادة قبل موعدها وبعدها الملاريا واصابات عدوى الدم ومشكلات التنفس المتصلة بمضاعفات الولادة، وفقا للتقديرات جديدة أظهرت أن ما يزيد على 7 من كل 10 حالات من الوفيات السنوية لأطفال أقل من الخامسة وعددها 10.5 ملايين، مرتبطة بستة أسباب، وان 4 أمراض معدية هي سبب أكثر من نصف كل وفيات الأطفال.
وارتكزت الأرقام التي جمعها بلاك وزملاؤه على بيانات من نشرات ودراسات متواصلة ونشرت في دورية لانسيت الطبية وحددوا نقص الغذاء كسبب مهم وراء 53% من وفيات الأطفال الصغار في العالم، وتسهم أمراض الحصبة وتيتانوس حديثي الولادة وفيروس (اتش.إي.في) المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) بنسبة صغيرة في وفيات الأطفال، ومعظم الأطفال الذين يتوفون نتيجة مرض الملاريا في السودان والصومال وأغلب أفريقيا يشكلون أعلى معدلات إصابة بالمرض الذي ينقله البعوض، وقال الباحثون إن 42% من وفيات الأطفال تحدث في أفريقيا و 29% في منطقة جنوب شرقي آسيا، وتحصد أمراض الالتهاب الرئوي والملاريا والاسهال والحصبة التي يمكن منعها بالرعاية والعلاج، جميعها أرواح 48% من وفيات الأطفال في العالم .
ما هو مرض الالتهابات الرئوية عند الاطفال ؟
مرض الالتهاب الرئوي هو التهاب في أنسجة الرئة بسبب وصول ميكروب معين، وعادة يكون نوعاً من أنواع البكتيريا، ولكن في أحيان أخرى يكون السبب فيروس أو فطريات، وعندما يستقر الميكروب في الحويصلات الهوائية فانه يبدأ بالتكاثر وتمتلئ الرئة بالسوائل وكرات الدم البيضاء لمحاربة هذه البكتيريا، ومن الممكن أن يصيب هذا الالتهاب فصاً أو أكثر من فصوص الرئة.
أنواع الالتهاب الرئوي حسب الجرثومة
- الالتهاب الرئوي البكتيري Bacterial Pneumonia : وهو اكثر أنواع الالتهاب الرئوي شيوعا وينقسم إلى نوعين:
تقليدي وتسببه بكتيريا مثل النيموكوكس، ستافيلوكوكسي، هيموفيلس انفونزا ، إي كولاي أو والسيدوموناس
غير تقليدي وتسببه بكتيريا مايكوبلازما نبمونيا .
- الالتهاب الرئوي الفيروسي Viral Pneumonia: يزاد ظهوره عند الأطفال وسببه الفيروسات وهناك أنواع من الالتها بات الرئوية الفيروسية التي تكون شديدة الانتشار والأكثر خطورة مثل الالتهاب الرئوي اللانمطي سارس.
- الالتهاب الرئوي الفطري Fungal Pneumonia : وهو نادر الحدوث وقد يظهر عند المرضى الضعيفي أو العديمي المناعة مثل مرضى الإيدز
وينقسم الالتهاب الرئوي حسب مكان وجود الالتهاب إلى: الالتهاب الرئوي المقطعي أو الموضعي Lobar Pneumonia وفيه يكون الالتهاب موجوداً في النسيج الرئوي لجزء محدد من الرئة والالتهاب الرئوي الشعبي Broncho Pneumonia وهو شائع الحدوث عند الأطفال وكبار السن وفيه يكون الالتهاب منتشرا في الشعب الهوائية الصغيرة التي تتشعب منها الحويصلات الهوائية .
ما الأسباب الكامنة وراء هذا المرض ؟
إن من أهم الأسباب الكامنة وراء الالتهاب الوبائي، هي العدوى عن طريق تنفس رذاذ هواء محمل بالميكروبات والذي يأتي عن طريق سعال أو عطس المريض، كما تحدث العدوى عن طريق الشرقة ودخول البكتيريا من خلال افرازات الفم أو الانف أو الحلق، واحيانا تحدث الالتهابات الرئوية نتيجة لمصدر ميكروب موجود بالتهاب الجلد، أو التهاب الأذن أو الحمى القرمزية، وفي الحالات العادية يقوم الجسم بمقاومة الميكروبات وطردها الى الخارج عن طريق السعال، وعن طريق الجهاز المناعي الذي يقاوم البكتيريا أو الفيروسات، ويمنع حدوث الالتهاب، ولكن من الممكن أن يحدث الالتهاب الرئوي للطفل السليم بدون أي أسباب أو مقدمات خاصة، عند الاصابة بالفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي العلوي كنزلات البرد والتهاب الحلق، فهذه الفيروسات تفتح الطريق وتقلل المناعة لمقاومة حدوث الالتهاب الرئوي، حيث إنها تصيب الغشاء المبطن للجهاز التنفسي وتقلل من مناعته.
وهناك فئة من الأطفال تزيد عندهم احتمالات الإصابة بالالتهاب الرئوي، وهي حالات الضعف العام ونقص المناعة، ونقص التغذية الشديد ومع وجود أمراض القلب التي تؤدي الى احتقان الرئتين، وكذلك حالات التحسس الصدري (الربو الشعبي)، وكذلك الحالات التي تصحبها مشكلات في البلع أو ارتجاع في الطعام أو الحليب من المعدة، وكذلك الأمراض العصبية التي يصحبها صعوبة في البلع أو السعال بحيث ان افرازات الفم أو حتى الطعام قد يتجه الى القصبة الهوائية والرثتين عن طريق الخطأ، أو استنشاق جسم غريب مثل المكسرات أو بذر الفاكهة أو أي أطعمة صلبة أو البنزين أو حتى استنشاق بودرة الثلك التي تحتوي على الزنك والتي من الممكن ان تؤدي الى الالتهابات الرئوية، ويجدر الاشارة إلى ان الالتهابات الرئوية تشيع في فصل الشتاء، وتحدث غالبا بعد مجهود جسماني مصحوب بتعرق زائد والتعرض للتيارات الهوائية الباردة.
كيف تستطيع الأم أن تعرف أن طفلها مصاب بالالتهاب الرئوي ؟
يظهر الالتهاب الرئوي عادة على شكل ارتفاع في درجة الحرارة مع اعياء عام وكعة، وفي بعض الأحيان قد يكون هناك ألم في الصدر، ويزيد هذا الألم عند أخذ نفس عميق، ويستريح الطفل اذا نام على الجانب المصاب، وقد تكون الكحة جافة في البداية كحة ثم تتحول الى كحة مصحوبة ببلغم، واحيانا يصاحب المرض رعشة وصعوبة في التنفس تظهر على شكل سرعة في معدل التنفس، أو حدوث صوت مع الزفير أو حدوث توسع في فتحتي الأنف مع الشهيق، أما التهاب الفص السفلي من الرئة فتصاحبه آلام حادة بالبطن، والتهاب الفص العلوي يصاحبه تشنج بالرقبة، ومن الممكن في الحالات الشديدة ان تحدث زرقة يجب ان تستشير الأم الطبيب عند إصابة الطفل دون سن الخامسة بكحة مصحوبة بارتفاع في درجة الحرارة، أو ان تلاحظ سرعة في معدل التنفس، خاصة اذا كانت سرعة التنفس أكثر من 60 مرة للدقيقة في الوليد دون سن الشهرين، وأكثر من 50 مرة للدقيقة في الرضيع من عمر شهرين حتى السنة الأولى من العمر، وأكثر من 40 مرة للدقيقة من عمر سنة الى خمس سنوات، واذا لاحظت أيضاً انسحاب الجزء السفلي من القفص الصدري، أو انكماش الاضلاع مع الشهيق، وفي حالة وجود أي من هاتين الحالتين يجب أن تسارع بأخذ الطفل لأقرب طبيب أو مستشفى متخصص.
ما هي الفحوص المخبرية و السريرية التي تقومين بها في حالة أنك شككت باصابة الطفل بالالتهاب الرئوي ؟
عادة، تكون أعراض الالتهاب الرئوي واضحة، ونستطيع تشخيص المرض بأخذ التاريخ المرضي والفحص السريري بواسطة السماعة، ولكن لتحديد مدى انتشار الالتهاب نقوم بعمل أشعة سينية للصدر، وفي بعض الاحيان نقوم بأخذ عينة من الدم في الأطفال، والبلغم عند الصفار لعمل زراعة مخبرية لتحديد نوج الميكروب المسبب للالتهاب.
في حالة استفحال المرض أو اهماله ، ما الخطورة المترتبة عليه ؟
في غالبية الحالات لا تحدث مضاعفات للأطفال الأصحاء الذين تلقوا العلاج المناسب والعناية، ولكن قد يؤدي الالتهاب الرئوي في بعض الحالات الى مضاعفات مثل الانسكاب البلوري وهو تجمع سائل في الفراغ بين الرئة والقفص الصدري أو الالتهاب الصديدي للغشاء البلوري مما يتطلب سحب الصديد من الصدر بأنبوب خاص، وأحيانا يحدث تجمع هوائي تحت الغشاء البلوري مع بعض الميكروبات المسببة، ومن المضاعفات الأكثر خطورة انتشار الميكروب في الجسم مثل الدورة الدموية أو التهاب غشاء القلب أو العظام أو المفاصل أو الالتهاب السحائي أو التهابات الانسجة الرخوة.
هل هناك علاج لهذا المرض ؟
يعتبر المضاد الحيوي المناسب من أهم الطرق العلاجية، وفي الماضي كان مرض الالتهاب الرئوي من الأمراض المميتة قبل اكتشاف المضادات الحيوية، ويؤخذ المضاد الحيوي حسب تعليمات الطبيب من 10 أيام الى أسبوعين على الأقل، ويشعر المريض بتحسن خلال 3 إلى 4 أيام من العلاج، ويجب على الأم ان تهتم باعطاء طفلها سوائل كافية ودواء مخفضاً لدرجة الحرارة، كما وننصح الطفل بالراحة التامة في المنزل مع الامتناع عن ممارسة الالعاب الرياضية، كذلك على الأم مراقبة تنفس الطفل ومراجعة الطبيب عند حدوث أي ضيق في التنفس أو زرقة لانه في بعض الحالات، يحتاج الطفل الى استنشاق الأكسجين أو سحب الصديد من التجويف البلوري حتى يتماثل تماما للشفاء .
ما النصائح و الارشادات التي توجهينها للأمهات للوقاية من مرض الالتهاب الرئوي ؟
يجب أن تهتم الأم بابعاد الطفل عن مصادر العدوى بالميكروبات مثل الأماكن المزدحمة، وكذلك عن الأشخاص المصابين بنزلات البرد والسعال، ويجب أن تهتم الأم بتغذية الطفل وتراعي ألا تقدم له الأغذية الصلبة التي قد تصيبه بالشرقة، والاهتمام بالعلاج المناسب عند اصابة الطفل بنزلات البرد والعدوى الفيروسية.
د. هالة عاصم / استشاري طب الأطفال
مجلة كلينك
تاريخ النشر [ 10/5/1428 ] | تاريخ آخر تحديث [10/5/1428 ]
إلى أعلى الصفحة
نسخة لطباعة المقال
عودة إلى القسم
هذا الموقع برعاية صحارى نت
أعلنت منظمة الصحة العالمية أن ستة أمراض، يمكن الوقاية منها في الغالب، مسئولة عن 73% من وفيات الأطفال في العالم كل عام، ويسبب الالتهاب الرئوي 19% من حالات وفيات الأطفال الذين تقل أعمارهم عن الخامسة يليه الاسهال ثم الولادة قبل موعدها وبعدها الملاريا واصابات عدوى الدم ومشكلات التنفس المتصلة بمضاعفات الولادة، وفقا للتقديرات جديدة أظهرت أن ما يزيد على 7 من كل 10 حالات من الوفيات السنوية لأطفال أقل من الخامسة وعددها 10.5 ملايين، مرتبطة بستة أسباب، وان 4 أمراض معدية هي سبب أكثر من نصف كل وفيات الأطفال.
وارتكزت الأرقام التي جمعها بلاك وزملاؤه على بيانات من نشرات ودراسات متواصلة ونشرت في دورية لانسيت الطبية وحددوا نقص الغذاء كسبب مهم وراء 53% من وفيات الأطفال الصغار في العالم، وتسهم أمراض الحصبة وتيتانوس حديثي الولادة وفيروس (اتش.إي.في) المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) بنسبة صغيرة في وفيات الأطفال، ومعظم الأطفال الذين يتوفون نتيجة مرض الملاريا في السودان والصومال وأغلب أفريقيا يشكلون أعلى معدلات إصابة بالمرض الذي ينقله البعوض، وقال الباحثون إن 42% من وفيات الأطفال تحدث في أفريقيا و 29% في منطقة جنوب شرقي آسيا، وتحصد أمراض الالتهاب الرئوي والملاريا والاسهال والحصبة التي يمكن منعها بالرعاية والعلاج، جميعها أرواح 48% من وفيات الأطفال في العالم .
ما هو مرض الالتهابات الرئوية عند الاطفال ؟
مرض الالتهاب الرئوي هو التهاب في أنسجة الرئة بسبب وصول ميكروب معين، وعادة يكون نوعاً من أنواع البكتيريا، ولكن في أحيان أخرى يكون السبب فيروس أو فطريات، وعندما يستقر الميكروب في الحويصلات الهوائية فانه يبدأ بالتكاثر وتمتلئ الرئة بالسوائل وكرات الدم البيضاء لمحاربة هذه البكتيريا، ومن الممكن أن يصيب هذا الالتهاب فصاً أو أكثر من فصوص الرئة.
أنواع الالتهاب الرئوي حسب الجرثومة
- الالتهاب الرئوي البكتيري Bacterial Pneumonia : وهو اكثر أنواع الالتهاب الرئوي شيوعا وينقسم إلى نوعين:
تقليدي وتسببه بكتيريا مثل النيموكوكس، ستافيلوكوكسي، هيموفيلس انفونزا ، إي كولاي أو والسيدوموناس
غير تقليدي وتسببه بكتيريا مايكوبلازما نبمونيا .
- الالتهاب الرئوي الفيروسي Viral Pneumonia: يزاد ظهوره عند الأطفال وسببه الفيروسات وهناك أنواع من الالتها بات الرئوية الفيروسية التي تكون شديدة الانتشار والأكثر خطورة مثل الالتهاب الرئوي اللانمطي سارس.
- الالتهاب الرئوي الفطري Fungal Pneumonia : وهو نادر الحدوث وقد يظهر عند المرضى الضعيفي أو العديمي المناعة مثل مرضى الإيدز
وينقسم الالتهاب الرئوي حسب مكان وجود الالتهاب إلى: الالتهاب الرئوي المقطعي أو الموضعي Lobar Pneumonia وفيه يكون الالتهاب موجوداً في النسيج الرئوي لجزء محدد من الرئة والالتهاب الرئوي الشعبي Broncho Pneumonia وهو شائع الحدوث عند الأطفال وكبار السن وفيه يكون الالتهاب منتشرا في الشعب الهوائية الصغيرة التي تتشعب منها الحويصلات الهوائية .
ما الأسباب الكامنة وراء هذا المرض ؟
إن من أهم الأسباب الكامنة وراء الالتهاب الوبائي، هي العدوى عن طريق تنفس رذاذ هواء محمل بالميكروبات والذي يأتي عن طريق سعال أو عطس المريض، كما تحدث العدوى عن طريق الشرقة ودخول البكتيريا من خلال افرازات الفم أو الانف أو الحلق، واحيانا تحدث الالتهابات الرئوية نتيجة لمصدر ميكروب موجود بالتهاب الجلد، أو التهاب الأذن أو الحمى القرمزية، وفي الحالات العادية يقوم الجسم بمقاومة الميكروبات وطردها الى الخارج عن طريق السعال، وعن طريق الجهاز المناعي الذي يقاوم البكتيريا أو الفيروسات، ويمنع حدوث الالتهاب، ولكن من الممكن أن يحدث الالتهاب الرئوي للطفل السليم بدون أي أسباب أو مقدمات خاصة، عند الاصابة بالفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي العلوي كنزلات البرد والتهاب الحلق، فهذه الفيروسات تفتح الطريق وتقلل المناعة لمقاومة حدوث الالتهاب الرئوي، حيث إنها تصيب الغشاء المبطن للجهاز التنفسي وتقلل من مناعته.
وهناك فئة من الأطفال تزيد عندهم احتمالات الإصابة بالالتهاب الرئوي، وهي حالات الضعف العام ونقص المناعة، ونقص التغذية الشديد ومع وجود أمراض القلب التي تؤدي الى احتقان الرئتين، وكذلك حالات التحسس الصدري (الربو الشعبي)، وكذلك الحالات التي تصحبها مشكلات في البلع أو ارتجاع في الطعام أو الحليب من المعدة، وكذلك الأمراض العصبية التي يصحبها صعوبة في البلع أو السعال بحيث ان افرازات الفم أو حتى الطعام قد يتجه الى القصبة الهوائية والرثتين عن طريق الخطأ، أو استنشاق جسم غريب مثل المكسرات أو بذر الفاكهة أو أي أطعمة صلبة أو البنزين أو حتى استنشاق بودرة الثلك التي تحتوي على الزنك والتي من الممكن ان تؤدي الى الالتهابات الرئوية، ويجدر الاشارة إلى ان الالتهابات الرئوية تشيع في فصل الشتاء، وتحدث غالبا بعد مجهود جسماني مصحوب بتعرق زائد والتعرض للتيارات الهوائية الباردة.
كيف تستطيع الأم أن تعرف أن طفلها مصاب بالالتهاب الرئوي ؟
يظهر الالتهاب الرئوي عادة على شكل ارتفاع في درجة الحرارة مع اعياء عام وكعة، وفي بعض الأحيان قد يكون هناك ألم في الصدر، ويزيد هذا الألم عند أخذ نفس عميق، ويستريح الطفل اذا نام على الجانب المصاب، وقد تكون الكحة جافة في البداية كحة ثم تتحول الى كحة مصحوبة ببلغم، واحيانا يصاحب المرض رعشة وصعوبة في التنفس تظهر على شكل سرعة في معدل التنفس، أو حدوث صوت مع الزفير أو حدوث توسع في فتحتي الأنف مع الشهيق، أما التهاب الفص السفلي من الرئة فتصاحبه آلام حادة بالبطن، والتهاب الفص العلوي يصاحبه تشنج بالرقبة، ومن الممكن في الحالات الشديدة ان تحدث زرقة يجب ان تستشير الأم الطبيب عند إصابة الطفل دون سن الخامسة بكحة مصحوبة بارتفاع في درجة الحرارة، أو ان تلاحظ سرعة في معدل التنفس، خاصة اذا كانت سرعة التنفس أكثر من 60 مرة للدقيقة في الوليد دون سن الشهرين، وأكثر من 50 مرة للدقيقة في الرضيع من عمر شهرين حتى السنة الأولى من العمر، وأكثر من 40 مرة للدقيقة من عمر سنة الى خمس سنوات، واذا لاحظت أيضاً انسحاب الجزء السفلي من القفص الصدري، أو انكماش الاضلاع مع الشهيق، وفي حالة وجود أي من هاتين الحالتين يجب أن تسارع بأخذ الطفل لأقرب طبيب أو مستشفى متخصص.
ما هي الفحوص المخبرية و السريرية التي تقومين بها في حالة أنك شككت باصابة الطفل بالالتهاب الرئوي ؟
عادة، تكون أعراض الالتهاب الرئوي واضحة، ونستطيع تشخيص المرض بأخذ التاريخ المرضي والفحص السريري بواسطة السماعة، ولكن لتحديد مدى انتشار الالتهاب نقوم بعمل أشعة سينية للصدر، وفي بعض الاحيان نقوم بأخذ عينة من الدم في الأطفال، والبلغم عند الصفار لعمل زراعة مخبرية لتحديد نوج الميكروب المسبب للالتهاب.
في حالة استفحال المرض أو اهماله ، ما الخطورة المترتبة عليه ؟
في غالبية الحالات لا تحدث مضاعفات للأطفال الأصحاء الذين تلقوا العلاج المناسب والعناية، ولكن قد يؤدي الالتهاب الرئوي في بعض الحالات الى مضاعفات مثل الانسكاب البلوري وهو تجمع سائل في الفراغ بين الرئة والقفص الصدري أو الالتهاب الصديدي للغشاء البلوري مما يتطلب سحب الصديد من الصدر بأنبوب خاص، وأحيانا يحدث تجمع هوائي تحت الغشاء البلوري مع بعض الميكروبات المسببة، ومن المضاعفات الأكثر خطورة انتشار الميكروب في الجسم مثل الدورة الدموية أو التهاب غشاء القلب أو العظام أو المفاصل أو الالتهاب السحائي أو التهابات الانسجة الرخوة.
هل هناك علاج لهذا المرض ؟
يعتبر المضاد الحيوي المناسب من أهم الطرق العلاجية، وفي الماضي كان مرض الالتهاب الرئوي من الأمراض المميتة قبل اكتشاف المضادات الحيوية، ويؤخذ المضاد الحيوي حسب تعليمات الطبيب من 10 أيام الى أسبوعين على الأقل، ويشعر المريض بتحسن خلال 3 إلى 4 أيام من العلاج، ويجب على الأم ان تهتم باعطاء طفلها سوائل كافية ودواء مخفضاً لدرجة الحرارة، كما وننصح الطفل بالراحة التامة في المنزل مع الامتناع عن ممارسة الالعاب الرياضية، كذلك على الأم مراقبة تنفس الطفل ومراجعة الطبيب عند حدوث أي ضيق في التنفس أو زرقة لانه في بعض الحالات، يحتاج الطفل الى استنشاق الأكسجين أو سحب الصديد من التجويف البلوري حتى يتماثل تماما للشفاء .
ما النصائح و الارشادات التي توجهينها للأمهات للوقاية من مرض الالتهاب الرئوي ؟
يجب أن تهتم الأم بابعاد الطفل عن مصادر العدوى بالميكروبات مثل الأماكن المزدحمة، وكذلك عن الأشخاص المصابين بنزلات البرد والسعال، ويجب أن تهتم الأم بتغذية الطفل وتراعي ألا تقدم له الأغذية الصلبة التي قد تصيبه بالشرقة، والاهتمام بالعلاج المناسب عند اصابة الطفل بنزلات البرد والعدوى الفيروسية.
د. هالة عاصم / استشاري طب الأطفال
مجلة كلينك
تاريخ النشر [ 10/5/1428 ] | تاريخ آخر تحديث [10/5/1428 ]
إلى أعلى الصفحة
نسخة لطباعة المقال
عودة إلى القسم
هذا الموقع برعاية صحارى نت