دخل رجل من الحمقى على الشعبي وهو جالس مع امرأته فقال : أيكم الشعبي؟
فقال الشعبي: هذه ( وأشار إلى زوجته)
فقال: ما تقول أصلحك الله في رجل شتمني أول يوم من رمضان فهل يؤجر؟
فقال الشعبي: إن كان قال لك يا أحمق ، فإني أرجو له الأجر.
في البداية ..اعتذر عن اختياري هذا العنوان(من هو الأحمق؟) لمقالتي..لكنني لم أجد عنوان آخر يتناسب مع محتوى هذا المقال.
يقال بان بُعد الأحمق خير من قربه وسكوته خير من نطقه، ولكن ماذا تفعل إذا كان الأحمق شخص أنت مجبر على التعامل معه؟ في حديثي مع مجموعة من الزميلات طُرح هذا التساؤل الرئيس وعدت تساؤلات أخرى متعلقة بنفس الموضوع، فأحببت أن ابحث في هذا الموضوع، وذلك لان كلا منا قد يُعرف الحمق بتعريف يختلف عن تعريف الآخر، وقد تصادف مثل هذا الشخص في حياته مما قد يسبب لك الإزعاج، وقد تقف حائراً وتتساءل كيف أتصرف مع هذا الشخص؟ وأحيانا قد نصف شخص ما بهذه الصفة، فما الحمق؟ ومن هو الأحمق؟ ومن هو الشخص الذي من الممكن أن نطلق عليه هذه الصفة؟ وكيف من الممكن أن نتعامل مع هذا الشخص، إذا كنا مجبرين على ذلك؟
الحمق:
عن الإمام علي عليه السلام : الحمق داء لا يداوى ، ومرض لا يبرأ - و الحمق أضر الأصحاب. ت
أحمق الحمق الاغترار.
أكبر الحمق الإغراق في المدح والذم.
من هو الأحمق:
الأحمق إن أعرضت عنه أعتم، وإن أقبلت عليه اغتر، وإن حلمت عنه جهل عليك، وإن جهلت عليه حلم عليك، وإن أحسنت إليه أساء إليك، وإن أسأت إليه أحسن إليك، وإذا ظلمته أنصفت منه، ويظلمك إذا أنصفته. وعنه عليه السلام: لا يستخف بالعلم وأهله إلا أحمق جاهل، والأحمق من نظر في عيوب الناس فأنكرها ثم رضيها لنفسه فذلك الأحمق بعينه.
فقال علي عليه السلام: احذر الأحمق، فإن الأحمق يرى نفسه محسنا وإن كان مسيئا، ويرى عجزه كيسا وشره خير.
سئل الإمام علي عليه السلام عن أحمق الناس فقال:
المغتر بالدنيا وهو يرى ما فيها من تقلب أحوالها.
أحمق الناس من ظن أنه أعقل الناس.
أحمق الناس من يمنع البر ويطلب الشكر، ويفعل الشر ويتوقع ثواب الخير.
أحمق الناس من أنكر على غيره رذيلة وهو مقيم عليها.
وعن المسيح عليه السلام - لما سئل عن الأحمق قال: المعجب برأيه ونفسه، الذي يرى الفضل كله له لا عليه،ويوجب الحق كله لنفسه ولا يوجب عليها حقا، فذاك الأحمق الذي لا حيلة في مداواته.
متى يمكن أن نصف الشخص بالأحمق؟
متى ممكن أن نصف الشخص بالحمق؟ يقال بان الشخص الذي من الممكن أن نطلق عليه هذه الكلمة يتصف بالصفات التالية: الغضب من غير شيء والإعطاء في غير حق والكلام من غير منفعة ،لا يفرق بين عدوه وصديقه ويتكلم ما يخطر على قلبه وفيما لا يعنيه ويتوهم أنه أعقل الناس، يجيب عما لا يسأل عنه، وهو من يفرح بالمدح الكاذب وتعظيمه وإن كان غير مستحق لذلك.
كيف من الممكن أن تتعامل مع هذا الشخص إذا كنت مجبر على التعامل معه؟
لا تجادل الأحمق .. فلن تصل إلى نتيجة، وإن جادلته قد يخطئ الناس في التفريق بينكما. وقيل: مقاطعـة الأحمق قربان إلى الله، وقال الثوري: النظر إلى وجه الأحمق خطيئة مكتوبة. وقال الإمام علي عليه السلام: لا عوقب الأحمق بمثل السكوت عليه، فالسكوت على الأحمق أفضل من جوابه.
عن عيسى بن مريم قال: داويت المرضى فشفيتهم بإذن الله، وأبرأت الأكمه والأبرص بإذن الله، وعالجت الموتى فأحييتهم بإذن الله، وعالجت الأحمق فلم أقدر على إصلاحه.