القناعة هي صمام الأمان للطموح، وهي التي (تتوجِّه) بمعنى تلبسه التاج وتجعل صاحبه يسعد به ويحس بجمال إنجازه أو على الأقل يكون راضياً لا ساخطاً حين لا يتحقق ما أراد من طموح بعد أن بذل جهده، فالقناعة السليمة هي التي تكون بعد بذل الجهد كله وليست التي تكون بديلاً لبذل الجهد.. البديل هنا ليس اسمه (القناعة) بل اسمه (الكسل) والكسل مذموم بكل اللغات، ويتفق البشر على كرهه وكره أصحابه واعتباره أخطر الطرق للفشل والخمول والخمود والملل والضجر وهو البريد الممتاز للفقر ولتعاسة النفس، وقد استعاذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بربه من الكسل.
إن الكسل لا يجعل صاحبه يعمل، أما القناعة فهي تجعله راضياً بنتائج عمله بعد أن بذل جهده كله، ولا يلام المرء بعد اجتهاده.
فإن الطموح أمرٌ جميل ويُحَفِّز الإنسان ويُفَجِّر طاقاته للعمل ولكن لا أحد يضمن أن يُحَقِّق طموحه في نهاية المطاف مهما عمل وبذل، هنا يأتي دور القناعة المحمود في تتويج ذلك المجهود نحو الطموح بالرضا والقبول بما آلت إليه الأمور، وبدون القناعة بهذا المعنى فإن الإنسان إذا لم يجن من عمله كل أو جل ما كان يطمح إليه فإنه يصاب بالإحباط وتعب الأعصاب ويكون طموحه وبالاً عليه قد دفعه إلى الشقاء دفعاً وجعله رهناً ل (عقدة الاضطهاد) فيفقد الرضا والمثابرة والصبر على تكرار المحاولة مراراً، بعكس الذي يقنع بما حقَّق بعد أن بذل جهده، فإنه لا يلوم نفسه، ولا يحس أن الظروف تضطهده، ولكنه يعرف أن تلك هي طبيعة العمل وطبائع الحياة وأنه مطالب - أخلاقياً - بالعمل الجاد أما تحقيق الهدف من العمل بشكل تام فهو خارج عن إرادته ولكنه بذلك الرضا والمعرفة بطبائع الأشياء يكتسب الخبرة والقدرة على المثابرة وتكرار المحاولة حتى تتحقق أهدافه الطموحة بالتدريج بدون أن يصاب بالإحباط أو يشعر بعقدة الاضطهاد، فالعمل الجاد لتحقيق طموحه هو هَدَفٌ عنده وليس مجرد وسيلة، وسيظل يواصل التفاعل مع هذا الهدف، والقناعة تحميه - بإذن الله - من السخط الذي يمزق أعصابه ومن ازدراء ما حصل عليه نتيجة عمله وذلك الازدراء يصيبه بالإحباط ثم اليأس فيظل يندب حظه ويلقي اللوم على غيره ويحس أنه مضطهد من قبل الآخرين أو من قبل الظروف، وذلك كله نتيجة محتومة لعدم القناعة بعد بذل كامل الجهد، فإن الذي يقتنع بعد استفراغ الجهد هو إنسان واقعي، عاقل، قادر على مواصلة العمل واصطحاب المثابرة والصبر والبعد عن لوم النفس وجلد الذات، فشعاره هو: على المرء أن يسعى إلى الخير جَهْدَه
إن الكسل لا يجعل صاحبه يعمل، أما القناعة فهي تجعله راضياً بنتائج عمله بعد أن بذل جهده كله، ولا يلام المرء بعد اجتهاده.
فإن الطموح أمرٌ جميل ويُحَفِّز الإنسان ويُفَجِّر طاقاته للعمل ولكن لا أحد يضمن أن يُحَقِّق طموحه في نهاية المطاف مهما عمل وبذل، هنا يأتي دور القناعة المحمود في تتويج ذلك المجهود نحو الطموح بالرضا والقبول بما آلت إليه الأمور، وبدون القناعة بهذا المعنى فإن الإنسان إذا لم يجن من عمله كل أو جل ما كان يطمح إليه فإنه يصاب بالإحباط وتعب الأعصاب ويكون طموحه وبالاً عليه قد دفعه إلى الشقاء دفعاً وجعله رهناً ل (عقدة الاضطهاد) فيفقد الرضا والمثابرة والصبر على تكرار المحاولة مراراً، بعكس الذي يقنع بما حقَّق بعد أن بذل جهده، فإنه لا يلوم نفسه، ولا يحس أن الظروف تضطهده، ولكنه يعرف أن تلك هي طبيعة العمل وطبائع الحياة وأنه مطالب - أخلاقياً - بالعمل الجاد أما تحقيق الهدف من العمل بشكل تام فهو خارج عن إرادته ولكنه بذلك الرضا والمعرفة بطبائع الأشياء يكتسب الخبرة والقدرة على المثابرة وتكرار المحاولة حتى تتحقق أهدافه الطموحة بالتدريج بدون أن يصاب بالإحباط أو يشعر بعقدة الاضطهاد، فالعمل الجاد لتحقيق طموحه هو هَدَفٌ عنده وليس مجرد وسيلة، وسيظل يواصل التفاعل مع هذا الهدف، والقناعة تحميه - بإذن الله - من السخط الذي يمزق أعصابه ومن ازدراء ما حصل عليه نتيجة عمله وذلك الازدراء يصيبه بالإحباط ثم اليأس فيظل يندب حظه ويلقي اللوم على غيره ويحس أنه مضطهد من قبل الآخرين أو من قبل الظروف، وذلك كله نتيجة محتومة لعدم القناعة بعد بذل كامل الجهد، فإن الذي يقتنع بعد استفراغ الجهد هو إنسان واقعي، عاقل، قادر على مواصلة العمل واصطحاب المثابرة والصبر والبعد عن لوم النفس وجلد الذات، فشعاره هو: على المرء أن يسعى إلى الخير جَهْدَه