فقد خلصت أحدث الدراسات إلى أن
التدخين يتسبب في الإصابة بأمراض عقلية ترتبط بانخفاض معدل الذكاء والادراك والوعى وكذلك ضعف الذاكرة.
فقد نشرت صحيفة نيويورك تايمز مؤخرا دراسة تؤكد أن المدخنين من الرجال في متوسط العمر قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالعته الشيخي (ديمنشيا) مقارنة مع غير المدخنين.
وتقول الدراسة إن المدخنين الشرهين من تلك الفئة - الذين يصل استهلاكهم لمعدل علبتي سجائر في اليوم الواحد- تكون نسبة إصابتهم بأمراض عقلية نسبة مضاعفة.
وقد أجريت الدراسة عن طريق تحليل قاعدة معلومات تخص 23123 متطوعا وافقوا على الاشتراك في الدراسة التي قامت بتحليل نمط سلوكياتهم منذ الفترة ما بين 1978 و1985، ومقارنة بنشاطهم الذهني حاليا للإطلاع على تأثير مواظبتهم على التدخين على أنشطتهم الذهنية.
ولفتت الدراسة إلى أنه بعد 23 سنة من الاستقصاء ومتابعة حالات العينة بشكل جدي ومكثف، تبين أن 5367 شخصا من بين المتطوعين أصيبوا بالعته الشيخي و1136 يعانون من مرض الزهايمر، بالإضافة إلى 416 يعانون من مراحل متقدمة من العته الوعائي الناجم عن نقص التروية الدماغية بسبب إصابة الشخص بجلطة أو عدة جلطات.
وتقول الدراسة إن أولئك الذين يدخنون بمعدل علبة سجائر واحدة في اليوم لديهم استعداد للإصابة بالعته الشيخي بنسبة 37% أكثر من غير المدخنين، وتستمر النسبة في التصاعد بصورة مطردة، حيث ترتفع عند الأشخاص الذين يدخنون أكثر من علبة سجائر إلى 44%، بينما ترتفع عند الذين يدخنون أكثر من علبتي سجائر في اليوم الواحد إلى 88%.
وتمضي الدراسة في تحليل خطر التدخين على الصحة العقلية، وتقول إن أولئك الذي أقلعوا عن التدخين أو الذين دخنوا أقل من نصف علبة سجائر في اليوم الواحد يتمتعون بنفس النسبة المنخفضة للإصابة بالمرض مقارنة مع غير المدخنين.
وفي بارقة أمل أعطتها الدكتورة ريتشل وايتمر المشرفة على الدراسة، قالت إن الإصابة بالجنون عند المدخنين لا تشبه تلك التي تأتي عن طريق العمر أو الوراثة، مشيرة إلى أن "هذا النوع من العامل الذي يزيد خطر الإصابة قابل للتغيير